فقال القوم بأجمعهم: ليس لهذا القول إلا علي بن أبي طالب فإنه أجرأ الناس عليه وصهره على إبنته، أو إبنته حفصة فإنها زوجة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مُوجب لها لموضعها من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكلموا علياً، فقال عليٌّ: لست بفاعل ذلك، ولكن عليكم بأزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنهن أمهات المؤمنين يجترئن عليه. قال الأحنف بن قيس: فسألوا عائشة وحفصة رضي الله عنهما وكانتا مجتمعتين. فقالت عائشة: إني سائلة أمير المؤمنين ذلك، وقالت حفصة: ما أراه يفعل وسيبِينُ لك ذلك. فدخلتا على أمير المؤمنين فقرَّبهما وأدناهما، فقالت عائشة: يا أمير المؤمنين، أتأذن أكلمك؟ قال: تكلَّمي يا أمَّ المؤمنين. قالت: إنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مضى لسبيله إلى جنته ورضوانه لم يُرد الدنيا ولم تُرده، وكذلك مضى أبو بكر رضي الله عنه على إثره لسبيله بعد إحياء سنن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقَتَل المكذبين، وأدحض حجة المبطلين بعد عدله في الرعية، وقسمه بالسوية، وإِرضاء رب البرية، فقبضه الله إلى رحمته ورضوانه وألحقه بنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالرفيع الأعلى لم يرد الدنيا ولم ترده.
وقد قال العلامة المناوي في شرح الحديث: (البُلْه الذين خلوا من الدهاء والمكر وغلبت عليهم سلامة الصدر، وهم عقلاء، أو البليد في أمور الدنيا دون الآخرة) (التيسير في شرح الجامع الصغير للمناوي 1/ 199). ولكن هذا التأويل إنما يقبل لو صح الحديث، أما وهو غير صحيح ولا حسن، فلا معنى لتأويله. وقد ضلل لفظه كثيرًا من عامة المسلمين، فأصبحوا يعتقدون في أن كثيرًا من البلهاء والمجاذيب وأشباه المجانين العاطلين، حول الأضرحة والمزارات أولياء لله! وغدوا ينسجون حولهم أساطير وحكايات، ويضيفـون إليهم خـوارق وكرامـات، جلها -إن لم يكن كلها- من نسج الخيال، أو افتراء الدجالين. على أن البلاهة في أمر الدنيا التي ذكرها الإمام الغزالي وغيره، مرفوضة في نظرة المنهج الإسلامي، الذي يقوم على التوازن بين الدنيا والدين، والمزج بين الروح والمادة، والتوافق بين العقل والقلب، وهذه هي الوسطية التي جاء بها الإسلام الصحيح، وهذا ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم بإحسان في خير القرون، فقد كانوا أهل دين لا ينعزل عن الدنيا، وأهل دنيا لا تنفصل عن الدين. والحمـد لله رب العالمين.
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ قَالَ: « أَبْشِرُوا فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ ، وَ مِنْ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ أَلْفٌ ». ثُمَّ قَالَ: « وَ الَّذِي نَفْسِى بِيَدِهِ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ » ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: « أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ » ، فَكَبَّرْنَا. فَقَالَ: « أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ » ، فَكَبَّرْنَا ، فَقَالَ « مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ في جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ ». منقول والله اعلم هذا علمه عند الله ^__^ سؤال غبي شو شايفتين الله سبحانه وتعالى نعرف كم عددهم بالضبط
<< < ج: رقم الجزء 1 2 ص: > >> مسار الصفحة الحالية: فهرس الكتاب باب صفة أهل الجنة نسخ الرابط + - التشكيل ٤١ - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ, عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ, عَنْ جَارِيَةَ بْنِ سُلَيْمٍ الْمُسْلِيِّ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: {مُدْهَامَّتَانِ} [الرحمن: ٦٤] قَالَ: خَضْرَاوَانِ مِنَ الرِّيِّ << < ج: رقم الجزء 1 2 ص: > >>
ما يرشد إليه الحديث: يرشدُ الحديثُ المذكورُ إلى عدَّةٍ فوائدٍ منها: أكثر أهل الجنَّة الفقراء لما لاقوه منَ الصَّبر. أكثرَ أهل النارِ النِّساءَ لكثرَةِ اللعنِ عندهنَ وكفرهمْ لأزواجهنَّ. علمُ النَّبيِّ لكثيرٍ منْ أمورِ الغيبِ بإذنِ اللهِ وعلمهِ. أقرأ التالي منذ 3 أيام قصة دينية للأطفال عن اللين والرفق في المعاملة منذ 3 أيام قصة دينية للأطفال عن النسيان منذ 3 أيام قصة دينية للأطفال عن اللغة العربية والتحدث باللغات الأخرى منذ 3 أيام دعاء الصبر منذ 3 أيام أدعية وأذكار المذاكرة منذ 3 أيام أدعية النبي عليه السلام وتعوذاته منذ 3 أيام دعاء النبي الكريم للصغار منذ 3 أيام حديث في ما يتعوذ منه في الدعاء منذ 4 أيام قصة دينية للأطفال عن الربا منذ 4 أيام قصة دينية للأطفال عن إكرام الضيف
الذين يذكرون اللّه قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فَقنا عذاب النار... ) إلى أن قال في شأن هؤلاء: (لأكَفِّـرَنّ عنهم سيئاتهم ولأُدْخِلَنَّهُم جَنّات تَجْرِي من تحتها الأنهار... ) (آل عمران: 190 – 195). وفي سورة أخرى: (أفَمَنْ يعلم أنما أُنْزل إليك من ربك الحق كَمَنْ هو أعمى إنما يَتَذَكَّرُ أولو الألباب. الذين يُوفُون بِعَهْدِ اللّه ولا يَنقُـضُــون الميثاق). وبعد سرد جملة أوصاف وفضائل لهؤلاء الناس " أولو الألباب " يقول في جزائهم: (أولئك لهم عُقْبَى الدار. جنات عَدْن يدخلونها ومن صَلَح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم.... ) (الرعد: 19 – 23). وفي سورة أخرى ذكر القرآن الخاسرين يوم القيامة من أهل الكفر وما فوقهم وما تحتهم من ظلل من النار، ثم ذكر في مقابلهم أهل الجنة، فقال: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البُشْرى فَبَشِّرْ عباد. الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنهُ أولئك الذين هداهمُ الله وأولئك هم أولو الألباب) (الزمر: 17، 18). وإذا كان أهل الجنة عمومًا هم "أولي الألباب" فإن أهل النار، كما صورهم القرآن هم أهل الغباء والجهل والغفلة، وليس كما يوحي به مفهوم ذلك الحديث.