تؤكد الآية الكريمة على قدرة الله سبحانه وتعالى فهو خالق الإنسان. وهو القادر على تحديد ما هو خير له. (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) سورة الأحزاب. يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن الأمر لله وللرسول. ولا يجب معارضة ذلك لأنه لا يوجد خيار أفضل مما يراه الله سبحانه وتعالى والرسول الكريم. الخيرة فيما اختاره الله والتواكل لا تعني مقولة الخيرة فيما اختاره الله التواكل والتقاعس عن العمل، حيث أن المسلم يسلم كل أموره لله سبحانه وتعالى ولكن يجب عليه الحرص على ما يلي: المؤمن يتوكل على الله ويأخذ بالأسباب مع اليقين الكامل بأن كل ما يختاره الله هو الأفضل له. المؤمن لا يتواكل بحجة أن الله سيحدد له الطريق ويرزقه بالأنسب دون جهد. كل هذه المعتقدات تتعارض مع ما أمرنا به الله ورسوله. التوكل على الله والتسليم بحسن ما يحدده للإنسان يكسب المؤمن العديد من الصفات الجيدة. كالرضا والصبر والطمأنينة. أما التواكل فإنه يكسب المسلم الضعف والكسل والتقاعس عن العمل.
مدة قراءة الإجابة: دقيقة واحدة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقول: (الخيرة فيما اختاره الله) ليس حديثا ولا أثرا، وإن كان معناه صحيحا. قال العجلوني في كشف الخفا: الخيرة فيما اختاره الله. معناه صحيح لكن لا أعرفه حديثا ولا أثرا. انتهى. ويقرب من هذا القول في المعنى ما رواه مسلم في صحيحه من حديث صهيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن لأصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. والله أعلم.