ولكن في المقابل يكاد موضوع المثلية الجنسية يغيب عن الشعر العربي في العقود الأخيرة، إذ من الملاحظ أن معظم تلك النصوص ـ إلا ما ندر كما سنرى لاحقاً ـ تعود بالدرجة الأولى إلى العصرين العباسي والأندلسي، وهما بلا شك عصرا الازدهار الحضاري والتقدم العلمي اللذين أديا إلى جو من الحرية والتسامح لم يعرفه العرب قبلاً ولا بعداً، منذ عصورهم الجاهلية حتى أيامنا هذه. ويسجل هنا مثلاً أن الأشعار الجاهلية لم تتطرق إلى موضوع المثلية الجنسية، أو على الأقل لم يصلنا منها ما يتطرق إلى هذا الموضوع، ولا بد أن لهذا الأمر دلالات مهمة على صعيد القيود الاجتماعية والحريات الفردية والقوانين الدينية والأخلاقية.
المتأمل لصور الايروتكية العربية، سيلاحظ أن معظمها على شاكلة جنس جماعي، حيث تظهر العلاقات المثلية بين النساء، كما تظهر عمليات تبادل النساء ووطئ امرأة من قبل رجلين في نفس الوقت ، كما أن بعض الصور فيها حيوانات، اذ أن الجنس لم يكن مقتصرا على المغايرين بل امتد الى المثليين والحيوانات، وهو ما شكل تنوعا جميلا في الايروتكية العربية.
ويتحدث البعض عن فتور في علاقاتها بواشنطن، وهو ما لا يبدو واقعياً على الأقل بالنسبة إلي، وإلّا فكيف لنا أن نفسر التنسيق والتعاون السعوديّين والإماراتيّين مع واشنطن ولندن لإطاحة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان؟ ولم يتأخر الرئيس إردوغان ايضاً في التخلي عنه فوراً فاتصل بشاهباز شريف، الذي حلّ محل خان، وهنأه باستلامه السلطة في باكستان، التي يتوقع لها كثيرون أن تسعى لتعكير أجواء أفغانستان من جديد لمنعها من أي تقارب مع إيران والصين وروسيا. ثم كيف لنا أن نفسّر دعم "إسرائيل"، حليفة الإمارات والسعودية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، التي لا تُخفي انزعاجها؟ وجاء القرار التركي (22 نيسان/أبريل الماضي) القاضي بإغلاق المجال الجوي التركي أمام الطائرات الروسية، التي تنقل المعدات العسكرية والجنود إلى سوريا، مؤشِّراً على فتور العلاقات بين موسكو وأنقرة، مع استمرار مساعي الوساطة التركية بين زيلينسكي وبوتين واستعجال إردوغان إقامة وتطوير علاقات استراتيجية بـ"تل أبيب" التي يخطط لزيارتها الشهر المقبل. وهنا، لا بد من التذكير دائماً بالصورة التي جمعت (17 أيلول/سبتمبر 2021) محمد بن سلمان وتميم آل ثاني وطحنون بن زايد، على شاطئ البحر الأحمر وهم في ملابس السباحة، كأنهم يقولون لمن لا يريد أن يفهم "نحن معاً في الهوى الأميركي سواء".